هل تتجه روسيا إلى إنشاء قاعدة بحرية على الحدود المغربية الجزائرية؟
في ما يشبه الرّد على تحرّكات الأمريكيين في الصّحراء، تستعدّ روسيا، الحليف الإستراتيجي للجزائر، لإنشاء قاعدة عسكرية على أطراف الحدود الجزائرية المغربية، وفقا لما نقلته مصادر من الجار الشّرقي للمملكة، مبرزة أن “تحركات تجمع الرّوس والجزائريين لإقامة قاعدة دائمة للقوات البحرية الرّوسية في وهران”.
ونقلت صحيفة “Algeriepart” المقرّبة من دوائر القرار في الجزائر أنّ “وفودا عسكرية روسية بدأت تتوافد على الجزائر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث قامت بزيارة وهران غربي البلاد، حيث قامت بتفتيش دقيق لقاعدة مرسى الكبير”، وهي أقرب قاعدة بحرية من الحدود المغربية الجزائرية.
ويسعى الجانب الرّوسي إلى الدخول بقوة في نادي الدول الموجودة في غرب البحر الأبيض المتوسط الذي يشهد تمركزا لقوى دولية وإقليمية، خاصة مع الإنزال التركي والأمريكي في شمال إفريقيا. ولا تريد موسكو ضياع مزيد من الفرص في منطقة تشهد تموجات وتغيرات دائمة وغير مستقرة.
كما أعلنت وسائل الإعلام نفسها أن الغواصات الروسية يمكن أن تتمركز ثم تنطلق من قاعدة مرسى الكبير التي تبعد بحوالي 700 كلم من قاعدة القصر الصّغير المغربية؛ وكنظير لهذه الخدمة، يمكن أن تحصل الجزائر على معدات لصيانة غواصاتها الست النشطة.
ووسط تكتّم رسمي نظرا لحساسية الموضوع، تشير وسائل إعلام جزائرية إلى أن “وفودا روسية رفيعة المستوى زارت الجزائر مؤخرا وحلت بقاعدة المرسى الكبير غرب وهران، من أجل دراسة مشروع إقامة قاعدة دائمة للقوات البحرية الروسية على مستوى المنشآت العسكرية والبحرية الموجودة في ميناء مرسى إيلي الكبير”.
وتسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة أهداف الهيمنة التركية، خاصة على مستوى غرب المتوسط، كما تروم تحسين قوتها الضاربة في مواجهة القوة المفرطة الأمريكية. بينما يرى مراقبون أن “روسيا تستغل الضعف الحالي للنظام الجزائري لتحقيق اختراق إستراتيجي في قلب شمال إفريقيا”.
ويشير المحلل الأمني والعسكري محمد شقير إلى أنّ “إنشاء قاعدة روسية في الأراضي الجزائرية يبقى مسألة واردة بقوّة، نظرا لتزايد التنسيق بين موسكو والجزائر، لاسيما بعد الاعتراف الأمريكي الأخير بمغربية الصّحراء”، موردا أنه “في السنوات الأخيرة، كان هناك نوع من التسابق بين المغرب والجزائر بشأن تشييد القواعد”.
ويبرز شقير، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “التفكير في إنشاء قاعدة روسية في ميناء وهران يمكن أن يكون كرد على تحركات المغرب الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع المنطقة الشّرقية”، مبرزا أن “روسيا تريد التحرك على مستوى غرب بحر الأبيض المتوسط من خلال فرض سيطرتها ووجودها في شمال إفريقيا”.
وتستمرّ العقيدة العسكرية الجزائرية في سباقها نحو التّسلح، خاصة من السّوق الرّوسية والصّينية، حيث سبق للجزائر أن أرسلت وفدا يرأسه قائد القوات الجوية الجزائرية إلى المعرض الروسي للطيران في العاصمة موسكو بداية شتنبر الماضي، حيث تم توقيع عقدين مع شركة “روسابورون إكسبورت” الروسية.
تعليقات
إرسال تعليق